لم اقرا الرواية المقتبس منها العمل، ولكن شاهدت الفيلم الكلاسيكي الذي يحمل نفس العنوان للمخرج إيدموند غولدنج ومن الطبيعي ان تحدث مقارنة أثناء مشاهدة هذا العمل كنت منتظرة اشوف غرائبية العالم اللي دائما بيقدمها ديل تورو الفيلم ده إذا ما قورن بالفيلم القديم هيتظلم لان الفيلم القديم كانت مدته اقل، وبالتالي المخرج والكاتب اشتغلوا على تكثيف الشخصيات اكتر، بمعنى شخصية ستان البطل الرئيسي للعمل كان من اول ظهوره وهو دوافعه واضحة للمشاهد، انه استغلالي وعايز يوصل بأي طريقة، واستغل كل الشخصيات وتحديدا النسائية للوصول لهدفه ولكن في الفيلم الجديد ديل تورو قدم الشخصية على مهل جدا افتتاحية الفيلم بتوضح غموض الشخصية دي، وفي نفس الوقت هو قادر انه يعمل ايه واللي ازداد من غموض الشخصية، انه لم يتحدث بكلمة الا بعد حوالي ثمان دقائق من بداية الفيلم وعلى عكس شخصية الفيلم الكلاسيكي، هنا الشخصية طوال القسم الاول لم تكن تدفع بالاحداث، ولكن بالعكس كان بيتسلل زي الثعبان متنقل بين شخصية وتانية من شخصيات السيرك عشان يتعلم بعد ما كسب ثقتهم ولكن ديل تورو وضح لنا في ثلاث مواقف انه هذا الرجل على استعداد انه يفعل اي شيء للوصول لغايته: - مشهد ضرب المسخ - عند اقتراحه على مولي " روني مارا" استخدام الكرسي الكهربائي، وكان ردها انت عايز تعذبني - ورده على شخصية بيت "ديفيد ستراثيرن" على الاستغلال والتلاعب بالمشاعر لغرض النصب بحجة اراحة المتفرجين الاربع مواقف دول من منحنى تطور شخصية ستان كانوا كافيين لفهم الشخصية لان الشخصية مرت بثلاث مراحل ، كل مرحلة مع إمراة حتى يدمر نفسه في الاخر ويصل لمرحلة المسخ لان حكاية ستان هي حكاية دائرية ابتدت بقتل وانتهت بعقاب فكرني كتير بعقاب الالهة في الاساطير وخصوصا ربات الانتقام الثلاثة لما كانوا بيوقعن العقاب على من يهدر دم ذو قرابة، او ينقض عهداً، او يعادي الآلهة ثم يوقع عليه العقاب في الاخر بأن يتحول الي مرتبة أدنى من مرتبته الآدمية والبطل تقريباً اقدم على كل هذه الاعمال ، فرحلته في الفيلم تعتبر رحلة تجرد من الانسانية والوصول الي درجة ادني وهي الحيونة في الفيلم الكلاسيكي، كان المسخ هو مصدر خوف عند البطل ديل تورو استعاض بدل من المسخ الي الجنيين المشوه اللي كان متحنط بالاضافة لاضافة عقدة عند البطل وهي عقدة الاب، واللي ادت انه يكون نموذج ذكوري متطرف، وهو ده المتوافق مع توجهات الفترة اللي احنا فيها وفي النقطة دي هيكون اختيار برادلي كوبر، اختيار مناسب وغير مناسب في نفس الوقت لان كوبر من فترة وبيتم تأسيس صورته كأحد نماذج الابطال الكلاسيكيين والتأكيد على صورة الذكورة لديه هنا ديل تورو استغل صورة النجم وكسرها لخدمة الحكاية ولكن كوبر لم يوفق في انه يعرض الشخصية بشكل كويس طوال الثلث الاول من منحنى شخصيته، لانه كان بمفرده ولكن بظهور كيت بلانشيت ، المباراة ما بينهم كانت جميلة وده مش راجع لخبرته هو، ولكن لخبرة بلانشيت ، هي الشخصية الوحيدة اللي كان ده عالمها، والباقي غرباء عنه ودي هيخليني اتكلم عن العالم اللي بناه ديل تورو تصميم العالم ، السيرك بالاضاءة بالملابس بالاكسسوار في المرحلة دي من حياة البطل كل شيء شعرت بمشاعر الزيف فيه، دي شخصيات ارتدوا الملابس دي، والماكياج ده ، واستخدموا الادوات اللي حواليهم ولكنهم كانوا بالنسبة لي مصطنعين، دخلاء على هذا العالم الا عند ظهور كيت بلانشيت ، من بداية ظهورها والضوء الملقى عليها والمكتب بتاعها وتصميمه، وملابسها وماكياجها كانت تتحرك باريحية، وشعرت كما لو كان ده عالمها فعلا، اعطت اداء ممتاز شفت قدامي لورين باكال وشخصية الفام فاتال واسمها ليليث وهي ليليث فعلا، اللي رفضت تخضع لادم. ولكن الفام فاتال هنا تختلف تماما عن المعتاد دي صورة حققت العدالة، وتلاعبت بالبطل، وهي كانت تعتبر الموازي لقوة البطل بل وتفوقت عليه بمراحل لمعرفة نقط ضعفه واستغلالها وبالتالي ده يجعل من شخصيتها النموذج النسوي اللي بيتم الترويج له حالياً اما مارا وتوني كوليت للاسف كانوا ظلال شخصياتهم، ولم يستغللوا جيداً اخر ثلثين من الفيلم عندما تقابل ستان مع ليليث كان هو ده الفيلم بالنسبة لي، وهو ده ديل تورو والجزء ده فكرني بفيلمه كرونوس، وشخصية ستان تشبه شخصية العجوز اللي عثر على قطعة اللي منحته الحياة الابدية والشباب الابدي واخيرا فيلم خيب توقعاتي، ديل تورو بيعطي اكتر من كدا وخيال الطفل الداخلي عنده اخصب من كدا بكثير جداااااا